الأربعاء، 24 أغسطس 2016

لقد أخبرتك !




لقد أخبرتك .. بأنَ الغرور الذي تتباهى بهِ .. سوفَ يُتعبك ..

و أن الكبرياءَ الذي تُمارسهُ معي .. سوفَ يخذلك

و أن هُناكَ شيئًا واحدًا .. إن خسرتَهُ .. فقد خسرتَ معهُ كُلَ شيء 

و أن الفِراقَ الذي تُهددني بهِ .. قد حصل


و أن هُناكَ لحظاتٌ قاسية .. لن تتجاوزها بمفردك .. بغرورك .. بكبريائك



سوفَ تُظلمُ كثيرًا .. و تتجردَ من مشاعرك .. وتتنازلَ من دونِ مساومة

الحياةَ .. لا أمانَ لها

لقد أخبرتك .. أن أمانكَ بين أحضاني .. ولم تفهم معنى ذلك !

كنت سأتحمّلُ عنك أي شيء .. كل شيء

كنت سأقفُ أمام أي ضررٍ..  يُريدُ أن يصيبك ..

أردتُ بقائكَ معي .. أكثرَ من أي شيءٍ آخر ..


هذا البرودَ .. هذا التمردَ .. , هذا الغرورَ الكسيرَ الأليمَ .. قد أهدر منك كنزًا عظيمًا

لا يقدرُ بثمن

تجاوزَ وفائي معكَ حدودَ المُستحيل

كان أنقى .. كان أسمى .. كان عشقًا مبالغًا فيهِ ..

كان أجمل من كُلِ روايات الحُبِ التي .. كُنت أقرأها عليك

و أصدقَ من كَذِبِ العشاقينَ

و أوفى من حُب قيسٍ لـ ليلى العامريةَ

و أبلغَ من قصائدِ الشعرِ المعلّقة

و أعمقَ من حُبِ أُمٍ .. لأوّلِ طفلٍ لها ..

و أكثرَ أكثرَ كثيرا


لقد أخبرتك مِرارًا .. أخبرتك تِكرارا

و ها أنت الآنَ .. وحيدًا منكسرًا ضائعًا ..

تتوسلَ الحياةَ ان تُهديكَ فُرصةً .. ولو ناقصة

تبحثُ عن أي شيءٍ يُشبهني .. تبحثُ عن أشباهٍ .. عن أشباحٍ .. عن أوهامٍ

ولن ترى سوى .. نُسخٍ مُشوهة

تبحثُ عن أي مُعجزةٍ .. تُعيد لك شيئًا بسيطًا من الماضي

الماضي الذي لن يعودَ .. ولو قدمتَ نفسكَ ثمنًا له

أياها الضائعُ البائسُ المُنكسر ..

لقد أخبرتك .. ولكنّكَ تماديتَ بلا توقف

تألمَ بمفردك ..  لن يُشارككَ أحدًا ولو نصفَ الألم  !

إبكي بدلاً من الدموعِ .. دمًا

إبكي بلا توقف .. لن يرأفَ لحالكَ أحد

لعلّك تفهمُ معنى !

أن هُناكَ شيئًا واحدًا .. إن خسرتَهُ .. فقد خسرتَ معهُ .. كُلَ شيء ..



فاضل بن ذيب


السبت، 6 أغسطس 2016

الحزن الأنيق !





كُلَ حُزنٍ ينتهي .. يتركُ فيكَ أمرًا لايُنسى .. وتظنُ أنه الأقسى

وبعد أن تتجاوزَ مسافةً طويلةً .. في مُحاولةِ نسيانه .. يأتيك حُزنُ آخر , بشكلٍ آخر

يحملُ معهُ عقدًا كثيرة .. وهمومًا أكثر .. سترى أن احزانكَ السابقةَ كانت بسيطة

تكبرُ .. ويكبرُ معكَ فهمُ الحياة اكثر ..



بعضَ الأحزانِ كان حلُّها .. هو تركها

تركها لظروفٍ ما .. لوقتٍ ما .. من دون حل

أنصافَ الحلولِ قد تُعقّدَ الحُزنَ أكثر .. قد تُنقذكَ يومًا .. شهرًا ..

لكنها ستُعاقبكَ لسنينَ طويلة

..
تخيّل .. حتّى الأحزانِ تغيّرت !

في الماضي .. كانت تظهرُ واضحةً جليّة .. من دونِ أي قناع

و تقضي عليها .. بلا أي مراوغة

أما الآنَ .. تضحكُ معك .. تأخذكَ لطُرُقٍ بعيدة ..

ثم تترككَ وحيدّا

وتقعَ في فخِ حُزنٍ آخرٍ مرةً أُخرى ..

يشيبُ شعرُك ,  تنفصمُ شخصيتك ,  بين إستسلامٍ و مقاومة

مرةً في قمة الضعفِ .. وأحيانًا في أعظم قوتك

و لن ترسيَ على برِ أمانٍ أبدا ..

ذكرياتك , أحبابُك الذين لاتعرفُ أين رحلوا , لماذا رحلوا

وأين هم الآن !

ظلمٌ متكرر , خيباتٌ متتالية , ضرباتٌ تكاد تقتلك .. ولاتقتلك !

تتأرجحُ على حبلِ الموتِ بخطواتٍ ركيكة ..

و تذهبُ لرحلةِ اللاعودة ..

يطولُ الإنتظارُ أو يقصُر .. ذلكَ لن يؤثّر شيئا

تتحققُ الاُمنياتُ أو لاتتحقق .. ذلك لن يغيّر شيئا

تنظرُ للأشياءِ بشكلٍ مُختلف ..

و تعرفُ الخطأَ من الصوابِ .. و تُميّزَ الخبيثَ من الطيب

يحترمك الجميع .. يُحبك الجميع

لكنهم ليسوا بجانبك .. ولن يكونوا بجانبك ..

يظلمونكَ من غير قصدٍ , يجرحونكَ بلا إعتذار

يرحلون من دونِ إستئذان ..

تفهمُ كلَ شيءٍ ..

لكنّك لن تُغيّرَ من نمطِ حياتكَ .. أي شيء!

كلَ ذلكَ الألمَ .. سببه إنسان !

كان يعني لكّ كُلَ الحياة

رحلَ و أخذَ معهُ جمالَ الكونِ .. في لحظة

أيُ ألمٍ هذا !

كان حُزنًا غريبًا ..

تتظاهرُ بأنكَ لا تراه .. تكذبُ على نفسكَ كثيرًا

من يراك يظنُ أنك تمتلكُ كلَ شيء .. و أنت تحتاجُ لكلِ شيء

ترضى بمصيرك .. تتأقلمُ عليه .. تضطرُ طوعًا لأن تُصاحبه

تقتربَ منهُ .. لتُحاولَ أن تتعايشَ معه .. ثم تسألهُ من أنت ..

فـ يُمسكَ قلبكَ بلا رحمة .. و يهمسُ لكَ .. أنا الحُزنُ الأنيق !




فاضل بن ذيب



السبت، 23 أبريل 2016

أكرهك


لحظة ..



و قبل الوداع ..


أردت أن أسألك ..

عن أشياءٍ .. أجهلها !


أسألك ..


عن طفلةٍ بريئة .. رأيتها لأوّلِ مرةٍ .. من نافذةِ طريق

 طهارة الكونِ .. كانت في عينيها

هل غيّرتها الحياة ؟


و أسألك ..

عن إمرأةٍ .. ذهبت في طريقٍ مُظلم

ذهبت .. ثم ضاعت .. و أهلكت نفسها .. بالخطايا

هل هي بخير .. أم أن العُمرَ قد تأخر كثيرًا على إنقاذها ؟



و أسألك ..

عن وهمٍ و كذبٍ .. كُنت أُصدقه


و أسألكِ بكلِ براءةٍ .. عن خيانةٍ لم أستحقها ؟


و لماذا .. لماذا ؟

بعتيني بـ ثمنٍ رخيص .. مُقابل شيءٍ .. أرخص !


و لماذا لم تكن لي .. أيّ قيمة ؟


و لماذا تنازلتِ عني .. من دونِ تردد ؟


لماذا .. كنت أنتزعُ الفرحَ من عُمُري .. بلا أيّ رحمة

ثُم أُهديكِ إياه .. و أخذُ كُل أحزانك ؟


لماذا أُعميت بصيرتي .. من النظرِ إلى أخطائك ؟


و لماذا .. كُنت أصبرُ على كُل ذلك ؟


و حياتي ..

حياتي بأكملها .. كانت .. مُلك يديك !


صبرتُ كثيرًا .. إلى أن مات الصبرُ .. بين يديّ

. . .

سأتركك ..

بين خيبةٍ .. و ندم

سأتركك ..

بين ضياعٍ .. و شتات

. . .

و طعناتك ..

سـ أحتفظ بها .. سأهتم بها

سـ أحتضنها كُل ليلة ..

لعلّني ..

أصبر عليها .. أعتاد عليها .. ثم أنساك

أو لعلّها .. في يومٍ ما 


قد تجعلني ..

.
.
.

أكرهك



فاضل بن ذيب



الخميس، 31 مارس 2016

أذكريني !



و بعد غياب 

و بعد سنواتٍ .. ظالمة

عُدنا

و كأننا لم نفترق ..

عُدنا و لكن ..

لم أكن أعلم .. بأنّ المشاعرَ .. قد تلاشت

لم أكن أعلم .. بأنّ الحُب .. أصبحَ رمادًا

و لم أعلم .. أن من أُحبها

قد ماتت ..

ماتت مُنذُ زمنٍ .. بعيدٍ بعيدا

كُنت أحلُمُ بأن يجمعنا كل شيء 

فـ تنازلتُ كثيرًا ..

و أصبحتُ أريدُ أن يجمعنا .. أيّ شيء

و ما بين حبٍ و غيرةٍ .. و خوف

حاولت !

أن أُعيد بناء ذلك الذي ..

بنيناهُ سويّا ..

و ببروووودٍ ..

دمرتي كُل شيءٍ .. قبل أن يكتمل

تمسكت بكِ .. إلى أن تمزّقت يداي

كنتُ أحترقُ من الغيرةِ عليك ..

أصرخُ من الخوفِ عليك ..

أتألّمُ من الحنينِ إليك ..

آ آ آ آ آ ه ..

عُمرٌ بأكملهِ.. قضيته معك

صدّقيني .. لم يكن كافيًا من أجلك 

خسرتيني ..

و خسرتُ معك جُزءاً كبيرًا من روحي

و لكن ..

أذكريني ..

عند أولِ قطراتِ المطر ..

أذكريني ..

عند أولِ دمعةٍ .. تسقُطُ من عينيك

أذكريني ..

عندما يكسرُ أحدًا قلبك  ..

أذكريني ..

عندما يأخذك القدر .. إلى أحضانٍ

لن تشعري معها بالأمانِ أبدا ..

أذكريني ..

عندما تفهمين بعد فواتِ الأوان ..

أنه لن يُحبكِ أحدًا أبدا .. مثل ما أحببتك

حينها ..

سـ أكونُ قد إبتعدتُ كثيرًا ..

ولا يمكنَ لـ أيّ طريقٍ .. أن يوصلكِ إليّ

. . .


مشاعرٌ مُهملة .. لاقيمةَ لها

كتبتها .. قرأتها .. ثم إحترقت ..

كـ النارِ في صدري







فاضل بن ذيب



السبت، 12 ديسمبر 2015

هل أنتِ بخير ؟


صباح الخير .. أو مساء الخير ..

لا يهم ..

أتيتكِ و في قلبي .. عدةَ أسئلة ..

تركتيها .. بلا أجوبة !

. . .


هل آلمكِ الفراقَ .. مثل ما آلمني ؟

هل تحفظين الوعودَ .. مثل ما أحفظها ؟

وهل يعتريكِ الإشتياقَ .. مثل ما يعتريني ؟

أم أن مشاعركِ .. أصبحت باردة

كـ شتاءِ ديسمبر .. أو أكثر برودا

. . .

أخبريني ..

هل ما زلت تُحبين سماع صوتي .. قبل أن تنامِ ؟

وهل ما زلت تنثرين رذاذ عطري .. في أرجاءِ غُرفتك ؟

هل نبضَ قلبكِ .. لأحدٍ غيري ؟

أم أن قلبكِ أقسمَ .. مثل ما أقسمتَ ..

أن لا يُحب أحدًا بعدك ؟

وهل ما زال مكاني خاليًا .. أم إستعمره الغرباء ؟

هل ما زلتِ تُحبينَ .. أن أهمسَ لكِ .. بـ كلمةَ .. حبيبتي ؟

هل إبتعدنا كثيرًا عن الرجوع ؟

أم أن هُناك طريقًا أمنًا .. قد يُنقذنا من الضياع ؟

لكن ..

كيف لـ حُب إسطوريٍ مثل هذا .. أن يضيع ؟

. . .

أتودين الحقيقية ..

دعكِ من كل الذي فاتَ .. و كُل الذي ماتَ ..

و أجيبيني على سؤالاً واحدًا فقط ؟

.
.

حبيبتي .. هل أنتِ بخير ؟




فاضل بن ذيب




الأحد، 6 ديسمبر 2015

أحبك


أحبك ..

كـ أطهر ما يكون به الحُب ..

و أرق من قطرات الندى .. 

. . .

أحبك ..

كـ هدوء المساءِ .. وبراءة الاطفال

كـ غيمةٍ مرّت .. أمطرت .. ثُم رحلت

. . .

أحبك ..

بعيدًا عن ظلام الكونِ .. و عُقد الحياة

و أبعدَ أبعدَ كثيرا ..

. . .

وما بين َ أحبك .. و أحبك ..

هُناك ألآف القُبلات ..

مئات الكلمات ..

عشرات النظرات ..

و حُبٌ واحدٌ .. خالد

. . .

أحبك ..

في عالمٍ آخر .. في زمانٍ آخر

لا ينعمَ به .. أحدًا سوانا

أحبك ..


فاضل بن ذيب




الجمعة، 4 ديسمبر 2015

أنا أسف ..



أنا أسف ..

أعتذر من ذاتي .. خجلاً

على تلك الأخطاء التي .. أوقعت بها ذاتي ..

على تلك الظروف التي .. لم أستطع تجاوزها ..

إلا بـ سحق أجمل صفاتي ..

. . .

أنا أسفٌ فعلاً ..

على ذلك الوقت الذي .. هُدر في أشياءٍ .. لا تعنيني

في أشياءٍ كثيرةٍ كسرتني .. خذلتني ..

إلى أن .. دمرتني

. . .

و على ذلك الحُبَ .. الكسير الأليمَ ..

و على ذلك الشتات بين .. شخصيةٍ صالحة .. و أُخرى سيئة ..

. . .

أعتذر بكل أسفٍ .. مُخجل

من تلك السنوات التي أضعتها ..

بين طموحٍ واهن .. و آخر أوهن

و بين رجاء الأُمنيات .. و إنتظار دُعاء يُستجاب 

و على تلك الطرق التي مشيت بها لنصف الطريق .. و إقتربت من الوصول

ثم توقفت .. و غيّرت إتجاهي

أسف ..

على خداعي لـ ذاتي ..

أوهمتها كثيرًا .. بأنني شخصٌ مُختلف ..

مُختلفٌ جدًا ..

أوهمتها فعلاً بأنني أستحق حياةً مُختلفةً عن واقعي ..

و أنني يجب أن أُصدّق تلك الكذبة ..

أنا أسف .. لأنني مُجبرٌ على تصديق هذا الوهم الذي لازمني ..

منذ زمنٍ .. طويلٍ طويلا ..

. . .

أسف .. على كُل لحظةٍ صامتة ..

كُنت أنتظر فيها كلمةً واحدةً ..

كلمةً .. كانت قد تُغيّر كُل شيء ..

. . .

و لكن ..


أعدك يا ذاتي .. بأنني سـ أحفظك

ومهما وقعت .. سـ أنهض

و لن أتوقف عن النهوض بـ " ذاتي " مرةً أُخرى ..

حتّى نصل ..

أو نموتُ سويّا ..

. . .

و الآن . . .

هل لي بعد هذا الإعتذارِ ..

أيّ غُفران ؟



فاضل بن ذيب