كُلَ حُزنٍ ينتهي .. يتركُ فيكَ أمرًا لايُنسى .. وتظنُ أنه الأقسى
وبعد أن تتجاوزَ مسافةً طويلةً .. في مُحاولةِ نسيانه .. يأتيك حُزنُ آخر , بشكلٍ آخر
يحملُ معهُ عقدًا كثيرة .. وهمومًا أكثر .. سترى أن احزانكَ السابقةَ كانت بسيطة
تكبرُ .. ويكبرُ معكَ فهمُ الحياة اكثر ..
بعضَ الأحزانِ كان حلُّها .. هو تركها
تركها لظروفٍ ما .. لوقتٍ ما .. من دون حل
أنصافَ الحلولِ قد تُعقّدَ الحُزنَ أكثر .. قد تُنقذكَ يومًا .. شهرًا ..
لكنها ستُعاقبكَ لسنينَ طويلة
..
تخيّل .. حتّى الأحزانِ تغيّرت !
في الماضي .. كانت تظهرُ واضحةً جليّة .. من دونِ أي قناع
و تقضي عليها .. بلا أي مراوغة
أما الآنَ .. تضحكُ معك .. تأخذكَ لطُرُقٍ بعيدة ..
ثم تترككَ وحيدّا
وتقعَ في فخِ حُزنٍ آخرٍ مرةً أُخرى ..
يشيبُ شعرُك , تنفصمُ شخصيتك , بين إستسلامٍ و مقاومة
مرةً في قمة الضعفِ .. وأحيانًا في أعظم قوتك
و لن ترسيَ على برِ أمانٍ أبدا ..
ذكرياتك , أحبابُك الذين لاتعرفُ أين رحلوا , لماذا رحلوا
وأين هم الآن !
ظلمٌ متكرر , خيباتٌ متتالية , ضرباتٌ تكاد تقتلك .. ولاتقتلك !
تتأرجحُ على حبلِ الموتِ بخطواتٍ ركيكة ..
و تذهبُ لرحلةِ اللاعودة ..
يطولُ الإنتظارُ أو يقصُر .. ذلكَ لن يؤثّر شيئا
تتحققُ الاُمنياتُ أو لاتتحقق .. ذلك لن يغيّر شيئا
تنظرُ للأشياءِ بشكلٍ مُختلف ..
و تعرفُ الخطأَ من الصوابِ .. و تُميّزَ الخبيثَ من الطيب
يحترمك الجميع .. يُحبك الجميع
لكنهم ليسوا بجانبك .. ولن يكونوا بجانبك ..
يظلمونكَ من غير قصدٍ , يجرحونكَ بلا إعتذار
يرحلون من دونِ إستئذان ..
تفهمُ كلَ شيءٍ ..
لكنّك لن تُغيّرَ من نمطِ حياتكَ .. أي شيء!
كلَ ذلكَ الألمَ .. سببه إنسان !
كان يعني لكّ كُلَ الحياة
رحلَ و أخذَ معهُ جمالَ الكونِ .. في لحظة
أيُ ألمٍ هذا !
كان حُزنًا غريبًا ..
تتظاهرُ بأنكَ لا تراه .. تكذبُ على نفسكَ كثيرًا
من يراك يظنُ أنك تمتلكُ كلَ شيء .. و أنت تحتاجُ لكلِ شيء
ترضى بمصيرك .. تتأقلمُ عليه .. تضطرُ طوعًا لأن تُصاحبه
تقتربَ منهُ .. لتُحاولَ أن تتعايشَ معه .. ثم تسألهُ من أنت ..
فـ يُمسكَ قلبكَ بلا رحمة .. و يهمسُ لكَ .. أنا الحُزنُ الأنيق !
فاضل بن ذيب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق