الاثنين، 31 أغسطس 2015

براءة !



تأتي لهذه الحياة و أنت كأجمل و ألطف وأرق و أطهر ما يكون ..

عيناك بريئة .. بقدر ماتحمله البراءةُ من معانٍ كثيرة ..

قلبك .. نقي

يديك .. لم تُصِب أحدًا بأذى

عقلك .. صافي .. لم تتراكم عليه تلك العُقد والأفكار المختلفة

خُلقت طاهرًا ..

كأطهر ما يُمكن أن يكون ..

. . .

أنت .. 

و بحماقةٍ منك .. ستُعرّض نفسك لبعضٍ من المشاكل ..

التي ستمحي ملامح عينيك البريئة و ذلك القلب النقي وتلك اليدين النظيفتين ..

وذلك العقل الصافي , الخالي من العُقد والأفكار ..

وستبدأ بمحي تلك الطهارة التي كُنت بها ..

. . .

وما إن تبدأ بتكوين تلك الأفكار و المُعتقدات و المبادئ ..

حتّى تبدأ معها القوة الحقيقية للحفاظ على ماكًنت عليه حينما أتيت لهذه الحياة ..

. . .

قد تُجبرك بعض الظروف للتخلي عن بعض أحلامك ..

و أحيانًا أُخرى .. قد تُجبرك للتخلي عن بعض مبادئك ..

ليس لأنك سيئ .. لكن ستجد أن هُناك أُمورٌ قد جعلتك ضعيفًا أمامها !

وقد يحدث أن ماكُنت تُريده هو نفسه ماجعلك بهذا الموقف المُحبط !

. . .

أحيانًا ..

تكون أحلامنا أعلى من سقف الطموح !

و أحيانًا كثيرة .. قد تصنع منّا هذه الأُمنيات أشخاصًا سيئين فعلاً !

. . .

مُحاولة التمسّك بطهارة الطفولة إلى مرحلة الكبر تُعتبر مُعجزة !

كيف يُمكن الحفاظ على تلك الطهارة .. رُغم كل الأحداث التي تحصل للإنسان !

صدّقني .. إنها فعلاً مُعجزة !

. . .

المؤسف ..

أنه غالبًا يتم تفسير تلك الطهارة على أنها ضُعفٌ و غباء .. و أحيانًا تُفسّر أنها خوف !!

ولا زلت لا أفهم كيف يُمكن أن تُفسّر هكذا !!

. . .


و رُغم كُل ما يتم تفسيره ..

حاول أن تُوازن بين الطيبة والبراءة وبين القوة الثبات ..

لا تتلوّن من أجل أحد .. ولا تُحاول أن تبتعد كثيرًا عن طهارتك السابقة

. . .

وبكل أسفٍ أكتبها ..

قد توقعُك براءتك ببعض المفاهيم الخاطئة وبعض المشاكل الغريبة !

التي لو تعبت في مُحاولة تفسيرها .. ستخرج بنتيجةٍ واحدة .. أنك كُنت بريئًا فقط !

. . .

يا صديقي .. لاتحزن

البراءةُ ليست ذنبًا أبدًا ..

حتّى لو حاول الجميع إثبات عكس ذلك !

لأنه و ببساطة لو لم تكن صفةٌ حميدة .. لما خُلقنا بها مُنذ البداية

. . .

و إن أخذتك الحياة لتلك الطُرق السيئة و المشبوهة ..

لا تيأس .. و عُد من جديد

عُد شخصًا طاهرًا ..

لاتقف عند تلك المرحلة !

توقف فورًا ..

لاتنتهي حياتك وأنت مازلت هُناك ..

 . . .

حافظ على روح الطفل التي كانت بك .. و أن تحملها معك دائمًا

عندما تُصبح شابًا .. إحملها معك

عندما تكبر في العُمر .. أحتضنها جيدّا

. . .

البراءة .. قوة وليست ضعف

الطهارة .. صفةٌ صعبةُ المنال

. . .

حافظ عليها حتّى تتمكن من كسب مزيدٍ من الإحترام ..

حتّى تتمكن من أن تعصم نفسك عن الأخطاء ..

حتّى تتمكن من حُب زوجتك حُبًا صحيحًا ..

حتّى تتمكن من تربية أبناءك تربيةً رائعة ..

حتّى تتمكن من جعل هذا المجتمع أكثر أمانًا ..

و حتّى تتمكن من العيش كريمًا لآخر يومٍ في حياتك ..

. . .

السيئون .. ولو عاشوا حياتهم مُسيطرين على كُل شيء ..

وأنه من الصعب التغلب عليهم ..

ستكون حياتهم كئيبة , مُربكة , مُرعبة ..

و حتمًا ستكون نهايتهم أسوأ منهم ..


هذه نهايتهم دائمًا ..

. . .

حاول أن تخرج من هذه الحياة كما جئت إليها ..

وان لم تستطع ..

فحاول .. أن تخرج منها بأقل أقل الأخطاء !




فاضل بن ذيب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق