الاثنين، 31 أغسطس 2015

الإستيقاظ المُتأخر !



في الصِغر ..

كانت لدينا طموحاتٌ لم تُترجم ترجمةً صحيحة ..

فأخذتنا مرحلة الطفولة واللعب بعيدًا عنها ..

كُل طفلٍ لديه موهبةٌ بداخله .. لكنها لم تُكتشف !

أحيانًا نجدها .. لكننا لم نجد من يصقلُها أو حتّى يُساعدنا أو يُرشدنا على طريقة الإهتمام بها ..

و إحيانًا هُناك بعض الظروف .. تحدث لك أو لوالديك أو حتّى للبيئة التي أنت بها ..

تُجبرك فعلاً على إهمالها وتناسيها بالمرة ..

. . .

وبعد أن تبلغ من العمر مشوارًا طويلاً ..

وأنت لازلت عند تلك المرحلة السابقة ..

التي كُنت بها غائبًا عن الوعي تمامًا ..

لظروفٍ ما .. لأحداثٍ مُربكة .. و أحيانًا لفقرٍ مُنهك .. وواقعٍ مُحبط

. . .
وبعد أن يستقيم بك الحال شيئًا قليلا .. وتكبر شيئًا قليلا ..

ستستيظ ..

لكنك للأسف الشديد .. ستستيقظ مُتأخرًا

و مُتأخرًا جدًا ..

. . .

حينها ..

سترى كُل تلك المراحل التي كان يجب عليك أن تتجاوزها مُنذ زمنٍ بعيدٍ جدًا !

و ستركض بكل قوتك ..

مُحاولاً اللحاق بكلِ مرحلةٍ قد رحلت ..

كان يجب أن تعيشها , تشعر بها , تستمتع بها و تُنجز ما يجب أن تُنجزه ولايُمكن أن تتأخر به أبدًا ..

. . .

و ستتمنّى بكل حرقة .. أن يعود بك الزمن للوراء قليلاً ..

يعود قليلاً .. لتفعل ماكان يجب منك أن تفعله ..

. . .

و هُناك مرحلة إسمها " أول شعرةٍ بيضاء " ...

و التي ستُحاول بسرعة أن تزيلها بيدك .. حتّى تشعر ولو وهمًا أنك مازلت صغيرًا ..

لكن .. ماذا عن ظهور كثيرٍ منها وكيفية مُحاولة إخفاءه !

حتمًا سيكون لونك المفضّل هو الأسود ..

كما هو لون واقعك حينها ..

. . .

كُل إنسانٍ في هذه الحياة .. يتملك موهبةً مميزةً عن الآخرين

بعضها إكتشفته في طفولتك .. لكنك لم تُلقي لها أي إهتمام ..

وبعضها زُرع بك أثناء إستيقاظك المُتأخر ..

. . .

حاول أن تكتشف ما يُميزك مُبكرًا .. و مُبكرًا جدًا !

. . .

أنا أعلم أن مسألة إكتشافك لجوهرك الحقيقي هي مسالةٌ صعبة ..

لكن تذكّر أنها هي من ستُميزك وتصعد بك وتجعلك تتجاوز كُل تلك المراحلٍ الكثيرة ..

و هي ستكون المُنقذ الوحيد لك !

. . .


أرجوك ..

إن كُنت مازلت تغفو عند تلك المرحلةِ الأولى ..

أرجوك إستيقظ من جديد ..

. . .

لأنه أسوء ما يُمكن أن تشعر به عند الكِبر ..

هو " الإستيقاظ المُتأخر " ..




فاضل بن ذيب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق