لا أعرف ماذا سوف أكتب ..
كُل الذي أعرفه أنني أُحاول أن أكتب عن كمية الألم الذي أشعر به الآن ..
أنا مُتعب ..
مُتعبٌ جدًا .. أو أشدُ من ذلك ..
لكن ..
سأُحاول أن أذكر كُل شيء ..
منذ أول لقاءٍ لنا .. حتّى آخر كلمةٍ دارت بيننا ..
. . .
كُنت سعيدًا جدًا في حياتي .. وكانت لي أحلامٌ و طموحاتٌ عظيمة .. ومُستمرٌ في تحقيقها كُل يوم ..
و في يومٍ من الأيام ..
وبعد منامٍ جميل .. إستيقظت على صوتٍ غريب ..
كان أشبه بالحُلم .. أخبرني هذا الصوت بأنه سيكون هو نهاية كُل سعادتي ..
وأعلن لي بأنه سيكون هو بداية كُل أحزاني ..
حينها .. كُنت أستطيع الهروب منه بكل سهولةٍ و أمان ..
لكن ثقتي في نفسي وكبريائي جعلني أُكمل معه ..
. . .
كُنت أظن أن مفاتيح القلب لايملكها أحدٌ سواي ..
كُنت غبيًا , بل كُنت بريئًا جدًا ..
. . .
ظننت أن قصتي معه ستنتهي بعد إسبوع .. ثلاثة .. أو شهر .. كحدٍ أقصى !
. . .
أنا .. " أشعر بالألم الشديد بمجرد الذكرى .. لكنني سأُكمل "
.
.
.
بدأت قصتي معه بطيشٍ و إستهتار .. و كُنت أوافق على المغامرة معه دون تفكير ..
وما إن أكملت معه بضعة أيام .. حتّى وجدت نفسي وقد مضت عليّ سنواتٌ طوالٌ وأنا معه !
. . .
وجدت نفسي بأنني أُحبه أكثر من أي شيءٍ آخر ..
تجاوز حُبي له حدود كُل شيء ..
. . .
خسرتُ أشياءً كثيرةً كان يجب أن لا أخسرها أبدًا ..
خاطرت بنفسي من أجله في أُمورٍ كانت مُرعبة ..
كان يدفعني هذا الحُب إلى أقصى مراحل الجنون ..
. . .
أيام عُمري المحدودة كانت من أجله .. من أجله هو فقط
" كُنت أظن أن عُمرًا واحدًا لا يكفيه .. "
. . .
لم أفكر ماذا سأربح أو أخسر من حُبي له ..
كُل الذي أُفكر به هو أن لانبتعد عن بعضٍ أبدًا ..
كُنت أنام على همساته و أستيقظ على صوته ..
. . .
كُلّما غاب عني لحظات .. كُنت أتفطّر من الألم ..
وحينما يقترب مني أكثر كُنت أرتاح .. لكنها كانت " راحة مُعقدة " ..
وأبقى مُعلّقًا مابين الموت والجنون ..
. . .
أغار عليه بشكلٍ مؤلم ..
أتعبتني هذه الغيره حتّى شعرت أن قلبي تمزّق إلى نصفين ..
كُنت أغار عليه من كُل شيءٍ دون إستثناء ..
. . .
وبعد أن وصلنا إلى مُفترق طريق .. وكان المطلوب أن يكمل كُل واحدٍ منّا طريقة بعيدًا عن الآخر ..
و بعيدًا جدًا جدًا عن الآخر ..
. . .
وأقسمنا قبل الرحيل ..
أن يحفظ كُلٌ منّا حُب الآخر في قلبه .. فإن لم تكتب لنا الدُنيا لقاءً في قادم السنين ..
فعسى أن الجنّة تكون هي لقائنا الأبدي ..
. . .
أُفكر به كُل ليلة .. بل كانت في كُل لحظة
كُنت أدعو له " في كُل سجدةٍ في صلاتي " .. صدّقني أدعو له في كُل سجدة " دون أدنى مُبالغة " ..
. . .
كُنت أملك في قلبي حُبًا له تجاوز حجم قلبي بكثير ..
فاض عن حدود المعقول ..
حتّى شعرت بعد فراقه أن هُناك نغزاتٍ مؤلمةٍ في صدري ..
ذهبت إلى الطبيب ليخبرني عن هذا الألم الغريب ..
قال لي بكل هدوء : " يجب عليك تدفئة مكان صدرك عندما تنام .. وستتشافى "
وبعد أن كتب لي بضع أدوية و أنهى كلامه معي .. سرحت قليلاً ..
قلت لنفسي : هل يجب أن يكون من أحببته في حضني كُل ليلةٍ ليُدفئه حتّى أُشفى من هذه الألم!
" أستخدمت عدة أدوية .. لكنها لم تنفع كثيرًا .. "
كيف سأتشافى وهو لن يعود ..
وبقيت بين الألم واللا ألم ..
. . .
تساءلت ؟
هل الفُراق يفعل كُل هذا الألم النفسي .. حتّى وصل إلى الألم الجسدي ..
.
.
.
" أنا أشعر فعلاً بالألم العميق .. لكنني مُجبرٌ على الإكمال في الكتابة .. "
. . .
وبعد أن غاب .. لم أُفكّر يوما أن أُحب أحدًا غيره ..
لأنني لا أستطيع ..
لا أستطيع أن أُحب أحدًا غيره .. قلبي أصبح ممتلئٌ بأكمله بحُبه ..
لايوجد أي مكانٍ فارغٍ لأحدٍ غيره ..
. . .
وبقيت على هذه الحال لسنين طويلة ..
أنتظر أن تحدث لي مُعجزةٌ ما .. أو أن أجد شيئًا يُجبرني على الرأفة بقلبي ..
. . .
وبعد سنواتٍ طوال ..
وما أن أعطيت الماضي ظهري .. حتّى توالت علي عدةٌ من الطعنات ..
جعلتني أقف موجوعًا في مكاني .. و كأن الزمن بأكمله قد توقّف عن الحركة تمامًا ..
عاد هذا الصوت من جديد ..
و أهداني عدة طعناتٍ لن أستطيع وصف وحشيتها أبدًا ..
. . .
الطعنة الأولى كانت .. أنّه أصبح شيئًا سيئًا لا يُمكن وصفه ..
الطعنة الثانية .. أنه حاول أن ينساني بعد أن رحل, فصادف كثيرًا من الوجوه بحثًا عن من يحل مكاني
الطعنة الثالثة .. أنه أحبّ أُناسٍ غيري .. مثلما كان يُحبني
الطعنة الرابعة .. أنه ضحّى لأجلهم بأشياءٍ لم يفعلها لأجلي ..
الطعنة الخامسة .. كُل من مرّوا عليه .. حطّموا قلبه دون رحمة ..
الطعنة السادسة .. أنّه إرتبط بشخصٍ بلا مشاعر .. شخصٍ أسوء من السوء نفسه
الطعنة السابعة .. أنه تحطّم كُليًا .. و يُريد أن يترك كُل شيء .. ويعود لي من جديد ..
لكن ..
أكتبها بكل مايحمل الحُزن من معنى .. " لا أستطيع أن أعود "
. . .
فبعد سنوات غيابك ..
كُنت أُحاول أن أكون بخير ..
فقد بدأت أولى مراحل النسيان ..
و كُنت سوف أعود كما كُنت ..
كُنت سأعود لكي ألحق على سنواتِ عُمري التي ضاعت بين الحيرة والشتات ..
. . .
و أتساءل ببراءة .. لماذا يحصل لي ذلك ..
" أيُ ألمٍ هذا "
. . .
أنت .. لماذا عُدت من جديد ..
هل تُريد من شخصٍ ممزقٍ أن يُشفيك من ما فعلته بنفسك ..
لماذا تفعل بي كُل هذا ..
صدقني لا أعرف دواءً يُمكنه أن يشفيني أو يشفيك ..
. . .
أنت يا أعظم ذنوبي .. سأسألك سؤالاً واحدًا فقط ؟
.
.
.
هل ذنبي أنني أحببتك !
فاضل بن ذيب
مؤلمه
ردحذف