تستيقظ ثم يبدء يومك بلا هدف ..
تُرسل ل100 شخص رسالة صباحية مُكررة تكاد تكون خالية من أي مشاعر .. تُرسل لأنك تعودت أن تُرسل " فقط لا أكثر " !
تبدء بتقليب هاتفك بحثًا عن فضيحة أو مقطع تافه أو خبر سخيف !
وتُرسله للجميع وتُشغلهم بتفاهتك ..
ثم تذهب إلى أحد المشاهير الحمقى لترى ماذا قال في مقاطعه الجديدة , الغبية المملوءة سخافه وتفاهه .. فتقوم بنشر ماقاله للجميع !
فتذهب إلى أُخرى " حمقاء أيضًا " .. فتقوم بالرد عليها بردود غبيه وعشوائية وهمجية ..
وأنت بين هذا وذاك ستجد أيضًا ان هُناك " أحمق جديد " إشتهر مؤخرًا في الساحة ..
فتقوم " بمهمتك المعتادة " بجعله مشهورًا فتقوم بالدعاية له بطريقة غير مباشرة .. وتنشر ماقاله وفعله !
وتعود إلى منزلك فتنام قليلاً ثم تستيقظ وتُكمل بغباء ما بدأت به يومك التعيس ..
" ثم تذهب من عُمرك ساعات وأنت مازلت في غيبوبتك .. "
والمؤسف أن هُناك ملايين الأشخاص بمثل هذا الروتين اليومي الذي لاهدف منه ..
إلا جعل " الحمقى مشاهير " !!
حياتهم كُلها مقطع تلو مقطع تلو مقطع , وأخبار وصور و أحداث يومية غبية كثيرة .. تُشغل عقلك وعقل غيرك بها حتّى تُصبح غبيًا فعلاً ..
تخيّل أن يكون هم هذا الجيل هو البحث عن أخبار " المشاهير الحمقى " !!
وإنتقاد لباسهم في الإحتفالات وكيفية وضع المكياج !!
تخيّّل ان يُصبح هم هذا الجيل هو البريستيج والشكل الخارجي فقط !!
" الغباء فعلاً مرض "
لأنك تُملي هذا العقل يوميًا بكمية من الجهل والسخافة
المشكلة أن تكون " أجهزة ذكيّة بأيدي أغبياء " !
لم تُطوّر شيئاً ولم تُقدم شيئاً ولو بسيطًا أو تستفيد من هذه التكنولوجيا برسالة هادفة مؤثّرة .. فقط تستهلك وتُهلك !!
وحينما ينزل في الأسواق " جهاز ذكي جديد " تجد أن هذا الغبي يذهب لإغتناءه قبل أي شخصٍ آخر ..
ليس لحُبه بالتكنولوجيا الحديثة أو شغفه بالتطوّر الحديث .. بل ليذهب إلى مجموعة حمقى مثله ويتفاخر بأنه إمتلك هذا الجهاز قبلهم !!
. . .
الأجهزة الحديثة والمواقع الإجتماعية الكثيرة فعلاً مُرعبة إذا ساء إستخدامها من قِبل هؤلاء الناس ..
يكذب كذبة من مخيلته فينشرها ويصدقها ألاف غيره ..
ينشر الفضيحة وتصل إلى أقصى بقاع الأرض بلمسة زر بسيطة ..
ينشر الإشاعة الواهنة فتنتشر كالمرض بين الناس .. فيختلط الحق مع الباطل ولن تعرف أين الصواب !
. . .
أو هو نفسه , عبر هذه الأجهزة يصعد بغباء الذين صنعوه إلى " القمّة " ..
فيتعقد الجميع بأنه على طريقٍ صحيح .. وأن مايفعله هو الصواب بعينه .. " لأنه في القمّة " !!
. . .
وبين هذا .. وهذا .. وذاك .. سيولد لدينا مُجتمع غبي .. غبي فعلاً بل و أسوء من الغباء نفسه ..
سيولد مُجتمع يتخبّط في حياته ويُملي عقله أي شيء .. وبشكلٍ عشوائي ..
. . .
ياعزيزي ..
حاول أن تُركّز قليلاً .. من يستحق أن يأخذ شيئاً من وقتك اليومي ..
ركّز قليلاً ما الشيء الذي يستحق أن يُنشر أو يُقرأ ..
ركّز قليلاً ما الأشياء التي تُشاهدها كُل يوم ..
ركّز قليلاً من الذي تُضيّع وقتك بالإهتمام به !
ركّز قليلاً من الذي فعلاً يجب أن تجعله نجمًا لامعاً في مُجتمعك !
" ركّز قليلاً .. هل هذا الذي أنت مُهتمٌ به " لديه رسالة هادفة مؤثرة واضحة " !!
. . .
هل تُريد أنت والملايين من الناس أن تصنعوا حمقى أكثر من الموجودين في الساحة الآن !!
. . .
هل تُريد أنت والملايين من الناس أن تجعلوا الأبرز والأقوى والأشهر في عالمنا هو " شخص سفيه " يتحكّم بكم ببرود و كيف ما شاء !!
أو " حمقاء مريضة نفسيًا " تُطلق مُسمّيات على مُتابعيها , حتّى الطفل يخجل أن يكتسب هذا اللقب المُعطى منها !!
" بالمناسبة .. إن كُنت تظن أنك تُشكل لديهم هاجساً كبيراً أو لك قيمة مُعينة لديهم فأنت إنسانٌ واهن ..
هُم لم يهتموا بك ولابغيرك من المُعجبين أو المُتابعين أبداً ..
أنت وغيرك كالقطيع تجري وراء الراعي حتّى ولو جرّك إلى الجحيم .. "
. . .
قد تجعل منهم أشخاصًا ذوي سلطة ونفوذ وقوة في المجتمع .. ولو أخطأت بحقهم بغير قصد ولو قليلاً لن يشفع لك إهتمامك السابق بهم ..
بل سيسحقونك ببرود وأحياناً تصل إلى قضايا !!
لأنك أنت ومن معكم صنعتم منهم أشخاصًا أقوياء ..
. . .
في كُل يوم نستيقظ ونرى سفيهاً جديدًا في الساحة .. و أتساءل من يصنع هؤلاء !!
وكيف أصبحت لديهم الثقة لكي يظهروا بهذا الشكل الهزيل وبهذا الفكر العشوائي المُشتت !!
بل ويكتسبوا ملايين من المعجبين الذين في إزديادٍ يومي !!
الذين لن يُقدّموا شيئاً جديدًا سوى إضافة كمية أُخرى من الشتات والسخافة للناس !
. . .
في الحقيقة شيء مؤسف ومُحزن أن العقول يتحكم بها هؤلاء المُهرّجين ..
. . .
إن لم نضع حداً ونجد علاجاً ونقبل بشدّة أن نتعالج من هذا الجهل المُنتشر .. فنحن أمام كارثة حقيقية ..
كارثة أخلاقية وإجتماعية حقيقية فعلاً ..
. . .
كتبت ماكتبته الآن .. والوقت كفيلٌ بإظهار كُل شيء
. . .
أخيرًا ..
أرجوكم ..
أرجوكم ..
أرجوكم وبشدة " لاتجعلوا الحمقى مشاهير " ..
فاضل بن ذيب
لا تجعلوا الحمقى مشاهير.. نحن فقط من نسودهم ونحن من نغيبهم عن التاريخ.. ونحن من نعيش على نحو ماترى..
ردحذفأحسنت .. نحن من نصنعهم !
حذف