كان ياما كان ..
كان هُناك طفلاً صغيراً أراد أن يُصبح رجلاً كبيراً بأسرع ما يُمكن ..
كان يعتقد أن الكبار يحصلون على كُل شيء يُريدونه .. " فقط لأنهم كبار "
وأن لاشيء مستحيلٌ أمامهم ..
كان ينظر إليهم نظرة الأقوياء , القادرين على فعل كُل شيء ..
ويُحاول تقليد أي فعلٍ يقومون به , لأنه يرى أن جميع أفعالهم صحيحة
كان ينظر إلى يديّ أبيه القويتين على أنهما أقوى يدين في العالم
و أنه قادرٌ على حمايته من أي ضرر قد يحدث ..
و أن البياض الذي إكتسى شعر أبيه هو شكلٌ و لونٌ جميلٌ فقط ..
فأصبح ينظر إلى الحياة على أنها بسيطة , سهلة ..
. . .
وبعد سنواتٍ من الراحة ..
كبر هذا الطفل ..
وبدء يشعر بأن المسؤلية بدأت تثقل على كتفيه ..
وأنه لم يعد صغيرًا مثل ماكان .. و أنه يجب أن يقوى على تحمّل كُل شيء
وأما الذين كان يراهم أقوياء .. رأى ضعفهم الحقيقي أمام عينيه
وأن جميع أفعالهم الصحيحة في أمور حياتهم كانوا مُجبرين على القيام بها رغم قساوتها ..
و أن أغلب الأشياء لا يستطيعون فعلها أو القدرة على تغييرها ..
حتّى يديّ أبيه القويتين ..
هي في الحقيقة كانت ضعيفة لكنها تُحاول أن تُصبح قوية من أجله
وأن تلك القوة لاتستطيع حمايته دائمًا ..
وفهم مُتأخرًا .. أن البياض الذي إكتسى شعر أبيه لم يكن لوناً بسيطًا فقط ..
بل كُل شعرةٍ بيضاء كانت تحمل قصةٍ بحد ذاتها
فهم متأخرًا أن أمنيته أن يكبر سريعًا هي أُمنية واهنة ..
. . .
" الكبار لم يُصبحوا كباراً برغبتهم ..
الكبار أصبحوا كباراً لأن هذا هو قانون الحياة ..
تنتقل من مرحلةٍ إلى مرحلةٍ أُخرى و أُخرى .. إلى أن تصل إلى النهاية "
. . .
فهم متأخرًا .. أن كُل مايفعله الكبار هو أنهم يُريدون أن يصلوا إلى الراحة فقط
كبر كثيرًا هذا الطفل .. كبر أكبر مما ينبغي
. . .
" كان فعلاً صغيراً في عقله و عُمره " ..
. . .
فهم مُتأخرًا .. أن هؤلاء الكبار يتمنون " كُل يوم " أن يعودوا صغارا ..
فاضل بن ذيب
الكبار يتمنون " كُل يوم " أن يعودوا صغارا ..
ردحذفكلمات جميله وذائقه أجمل أسعد الله اوقاتك
شكرًا للطفك ..
حذف