عندما تغيب ..
عندما تغيب ..
وتُحاول أنت تعرف هل أنت ثمين بالنسبة لهذا الكون !
و ستظن أن هُناك من سيفتقدك ..
أو أنه لن يملأ مكانك أحد .. و أنهم لن يستطيعوا العيش من دونك ..
قد يكون ظنّك صحيحاً .. مؤقتاً فقط
فمهما كانت مكانتك رائعة عند الجميع سيأتي شخصٌ غيرك عِوضاً عنك ..
ستغيب ..
بينما في الجانب الأخر الذي لن تراه ..
أهلك .. سيتذكرونك في كُل موعدٍ للطعام .. سيفتقدون صوتك , ضحكاتك , أو حتّى صُراخك في المنزل
لكن هذا الأمر لن يستمر طويلاً ..
أصدقائك .. قد يسألون عنك لفترةٍ قصيرة .. ويفتقدونك ويتناسونك بشكلٍ سريع ..
لكن تأكد أنه سيملأ فراغك شخصاً آخر لاعلاقة له بك ..
عملك .. سيحل مكانك موظفٌ آخر ..
و حتّى كُرسيك الذي تجلس عليه دائماً في المقهى سيكون لزبونٍ آخر ..
حبيبك .. سيفتقدك لفترةٍ قصيرة لن تتخيلها .. و سيحل بقلبه شخصٌ آخر ..
قد لا يكون أفضل منك ولا مجال للمقارنه معك .. لكنه سيحل مكانك ..
وسيعشقه مثلما كان يعشقك ..
أيها الغائب ..
مهما كُنت واثقاً و متاكداً أنهم يُحبونك .. لا تُفكر أن تغيب ..
لا تثق أبداً بالغياب ..
تذكّر ..
أن للحُب حدود .. إن تجاوزتها و خرجت عن أرضها لن يركضوا خلفك ليلحقوا بك ..
سيتركونك تضيع بكل بساطة ..
و بعد هذا الغياب .. إن رجعت ستجد كل أوراقك السابقة مُبعثرة .. و لن تستطيع أن تجمعها من جديد ..
صديقك الوفي ستجده قد تزوج و أنجب و إنشغل مع أطفاله وعمله الجديد ..
إخوتك الصغار سيكبرون و يتعرفون على أصدقاءٍ جُدد و تتغير أفكارهم و عقلياتهم التي كنت تعرفها من قبل ..
أنت .. ستبقى ضائعاً بين الماضي و الحاضر ..
غيابك البارد لن يُغيّر شيئاً .. هذا الكون سيستمر من دونك ..
( عيبنا الدائم أننا نضع لأنفسنا حجماً أكبر من الواقع .. و دائماً ما ننصدم بالنتيجة .. )
أيها الغائب ..
لا تُحاول أن تغيب عمداً عن من يُحبك ..
لا تُحاول أن تختبر مشاعر الآخرين ..
لا تُفكّر بالغياب ..
لأنك ببساطة ..
ستُنسى و كأنك لم تكن ..
فاضل بن ذيب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق