الجمعة، 27 مارس 2015

كم مرة إنكسر قلبك ؟


حينما تتمسك بكل " براءة " بأحد فتبدء كلماتك بالإعتذار عن خطأ لم تقم به ..

..

حينما تُظلم ببرود ويأتيك الرد قاسيًا بأنك أنت المُخطئ و يجب أن تدفع الثمن ..

..

حينما تُحذّر أحدهم بأمرٍ ما .. " خوفاً عليه " فيُصر على الإستمرار به , فيُخذل أمامك وينكسر ..

..

حينما تَعشق و تُعشق .. وتصلوا إلى مفترق طريق .. ولا خيار لكما , إما " الفراق , أو الفراق " ..

..

حينما تقوم بكتابة رسالة مهمة بالنسبة لك , وتنتظر أن تأتيك إجابة ولو ناقصة , ولا تجد أي جواب ..

..

حينما تضع كُل ثقتك وترمي بكل حياتك بين يديّ شخص وبعد منتصف الطريق تكتشف أنك كُنت مخدوعًا به لدرجة البكاء على نفسك ..

..

حينما يرحل من أحببت بلا سببٍ تتذكره , فتبقى لديك مئات الأسئلة بلا أجوبة .. فيتركك بين الموت و الجنون ..

..

حينما تصنع لنفسك كذبة وتستمر بتصديقها طيلة حياتك ..

..

حينما تُباع بثمنٍ رخيصٍ مقابل شيءٍ أرخص ..

..
حينما تغيب مُجبرًا , فتعود وتجد أن كُل شيءٍ تركته قد تغيّر .. كُل شيء دون إستثناء ..

..

حينما تُريد بكل بساطة أن تعيش بسلام .. ولا يتركك أحد أن تعيش بسلام ..

..

حينما تمضي سنواتٍ طوال في طريقٍ نهايته مسدوده .. ولا مجال للرجوع ..

..

حينما يتجاوز حُزنك لحظات سعادتك ..

..

حينما تُريد أن تُغيّر شيئًا يجب أن يتغيّر .. ولايتغيّر

..

حينما تستوعب أن من مات لايُمكنه أن يعود ..

..

حينما تنصدم في شيء  .. فتبدء بضحكة هيستيرية تنتهي بالبكاء ..

..

حينما تعرف أن بهذا الكون أكثر من 7 مليارات إنسان ولا يوجد به أحد يفهمك ..

..

حينما تكبر أكثر مما ينبغي .. و أنت مازلت طفلاً ..

..

حينما ترى أن هُناك من يكرهك بلا أي أسباب ..

..

حينما تفهم مُتأخراً أن لاشيء يعود كما كان ..

..

حينما تُغمض عينيك وتعود بذاكرتك إلى أجمل مراحل حياتك .. وتتمنى أن يتوقف الزمن هُناك ..

..

حينما تبدء بالتنازل عن أحلامك , حُلم .. حُلم ..

..

حينما تعيش بجسدٍ حي و أنت من الداخل من الأموات ..

..

حينما تكون أحلامك أكبر من واقعك ..

..

حينما تأخذك الظروف إلى مكانٍ لاتريد أن تعيش به ..

..

حينما تُجبرك المعيشة أن تكون شخصًاً آخر .. أنت لاتعرفه ..

..

حينما تخسر شيئًا لم تتوقع يوماً أن تخسره ..

..

حينما تقول " نعم " في الوقت الذي كان يجب أن تقول " لا " ..

..

حينما تولد فقيرًا .. 

..

حينما تولد يتيمًا ..

..

حينما تعتقد أن الحياة مازالت على مايرام ..

.
.
.

الآن .. أخبرني بهدوء كم مرة إنكسر قلبك ؟






فاضل بن ذيب

السبت، 21 مارس 2015

كان ياما كان

كان ياما كان ..

كان هُناك طفلاً صغيراً أراد أن يُصبح رجلاً كبيراً بأسرع ما يُمكن ..

كان يعتقد أن الكبار يحصلون على كُل شيء يُريدونه .. " فقط لأنهم كبار "

وأن لاشيء مستحيلٌ أمامهم ..

كان ينظر إليهم نظرة الأقوياء , القادرين على فعل كُل شيء ..

ويُحاول تقليد أي فعلٍ يقومون به , لأنه يرى أن جميع أفعالهم صحيحة

كان ينظر إلى يديّ أبيه القويتين على أنهما أقوى يدين في العالم

و أنه قادرٌ على حمايته من أي ضرر قد يحدث ..

و أن البياض الذي إكتسى شعر أبيه هو شكلٌ و لونٌ جميلٌ فقط ..

فأصبح ينظر إلى الحياة على أنها بسيطة , سهلة ..

. . .

وبعد سنواتٍ من الراحة ..

كبر هذا الطفل ..

وبدء يشعر بأن المسؤلية بدأت تثقل على كتفيه ..

وأنه لم يعد صغيرًا مثل ماكان .. و أنه يجب أن يقوى على تحمّل كُل شيء

وأما الذين كان يراهم أقوياء .. رأى ضعفهم الحقيقي أمام عينيه

وأن جميع أفعالهم الصحيحة في أمور حياتهم كانوا مُجبرين على القيام بها رغم قساوتها ..

و أن أغلب الأشياء لا يستطيعون فعلها أو القدرة على تغييرها ..

حتّى يديّ أبيه القويتين ..

هي في الحقيقة كانت ضعيفة لكنها تُحاول أن تُصبح قوية من أجله

وأن تلك القوة لاتستطيع حمايته دائمًا ..

وفهم مُتأخرًا .. أن البياض الذي إكتسى شعر أبيه لم يكن لوناً بسيطًا فقط ..

بل كُل شعرةٍ بيضاء كانت تحمل قصةٍ بحد ذاتها

فهم متأخرًا أن أمنيته أن يكبر سريعًا هي أُمنية واهنة ..

. . .

" الكبار لم يُصبحوا كباراً برغبتهم .. 

الكبار أصبحوا كباراً لأن هذا هو قانون الحياة ..

تنتقل من مرحلةٍ إلى مرحلةٍ أُخرى و أُخرى .. إلى أن تصل إلى النهاية "

. . .

فهم متأخرًا .. أن كُل مايفعله الكبار هو أنهم يُريدون أن يصلوا إلى الراحة فقط


كبر كثيرًا هذا الطفل .. كبر أكبر مما ينبغي

. . .

" كان فعلاً صغيراً في عقله و عُمره " ..

. . .

فهم مُتأخرًا .. أن هؤلاء الكبار يتمنون " كُل يوم " أن يعودوا صغارا ..





فاضل بن ذيب